للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[التعريف بكتاب محاسن التأويل للقاسمي]

تعددت مناهج العلماء قديمًا وحديثًا في تفسير كتاب الله تعالى، فكل من برع في علم من العلوم أو فن من الفنون من العلماء نجده يوظف هذا العلم أو هذا الفن في تفسيره لكتاب الله تعالى، فيكون تفسيره مميزًا بما أودعه فيه، ويكون طابعًا غلب عليه هذا الفن.

فمثلاً: نجد تفسير ابن أبي حاتم وتفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن كثير يغلب عليهم الطابع الأثري، ونجد أبا حيان يغلب على تفسيره الطابع اللغوي، ونجد ابن العربي والقرطبي وغيرهم يغلب على تفاسيرهم الطابع الفقهي، ونجد الزمخشري يغلب عليه الطابع البلاغي، وهكذا.

إلا أن بعضًا من المفسرين كان يتمتع بطول النفس في التأليف، فكان يجتهد بكثرة النقولات، ويذكر في تفسيره للآيات جميع المسائل والعلوم التي تكشف عن معاني الآيات، وهو ما يُسمى عند المعاصرين بالتفسير التحليلي، وهو: أن يذكر المفسر جميع الأوجه التي تكشف عن معاني الآيات وأحكامها وحِكمها، من معاني أثرية، أو لغوية، أو بلاغية، أو مناسبات، أو أحكام فقهية، أو لطائف، وغير ذلك.

وكان ممن نحى هذا المنحى: جمال الدين القاسمي في تفسيره المسمى: محاسن التأويل.

التعريف بكتاب محاسن التأويل:

يُعرف هذا التفسير بـ"تفسير القاسمي" طبع في سبعة عشر مجلدا، ويقع في ٦٣١٦ صفحة، ما عدا المجلد الأول الذي جعله مقدمة لتفسيره وصدرت الطبعة الأولى بين عامي ١٣٧٦ - ١٣٧٧ من دار إحياء الكتب العربية، ووقف على طبعه، وتصحيحه، ورقمه، وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وأصدرت دار الفكر ببيروت الطبعة الثانية سنة ١٣٩٨ مصورة عن الطبعة الأولى.

[طريقته في التفسير]

بين -رحمه الله تعالى- في مقدمة تفسيره أنه اطلع على ما قدر له من تفاسير السابقين وتعرف ما تخللها من الغث والسمين، ثم بعد أن صرف في الكشف عن حقائق التفسير

<<  <  ج: ص:  >  >>