قال القاسمي: يذكر كثير من المفسرين هنا وجها في هذا المثل. وهو أن الرجلين المذكورين فيه كانا موجودين ولهما قصة. ولا دليل في ذلك ولا اتجاه. فإن التمثيل بشيء لا يقتضي وجوده (١).
• أقوال أهل العلم في قصة صاحب الجنتين من حيث الحقيقة أم ضرب المثل (٢):
القول الأول: أن قصة صاحب الجنتين حقيقية، قد وقعت فيما مضى من السنين.
القول الثاني: أن قصة صاحب الجنتين ليست حقيقية، ولم تقع، وإنما ذكرت في القرآن من باب ضرب المثل.
أصحاب القول الأول:
الواحدي:" ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ﴾ يعني: ابني ملكٍ كان فِي بني إسرائيل تُوفِّي وتركهما فاتخذ أحدهما القصور والأجنَّة والآخر كان زاهداً فِي الدُّنيا راغباً فِي الآخرة"(٣).
الزمخشري:" ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ﴾ أي ومثل حال الكافرين والمؤمنين، بحال رجلين وكانا أخوين في بنى إسرائيل: أحدهما كافر اسمه قطروس، والآخر مؤمن اسمه يهوذا"(٤).
القرطبي:" قيل: إن هذا مثل ضربه الله تعالى لهذه الأمة، وليس بخبر عن حال متقدمة، لتزهد في الدنيا وترغب في الآخرة، وجعله زجرا وإنذارا، ذكره الماوردي. وسياق الآية يدل على خلاف هذا، والله أعلم"(٥).
(١) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤٠٦٤، ٤٠٦٥). (٢) أشار إلى هذا الخلاف الماوردي في النكت والعيون (٣/ ٣٠٥، ٣٠٦)، والشوكاني في فتح القدير (٣/ ٣٣٨). (٣) الوجيز: الواحدي (ص: ٦٦٠). (٤) الكشاف: الزمخشري (٢/ ٧٢٠)، وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (٢/ ٢٩٩). (٥) الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (١٣/ ٢٧٢).