للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

السنين العربية صارت الثلاثمائة الشمسية ثلاثمائة وتسعة بالعربية، وفيها تفاوت يسير" (١).

ابن كثير: "هذا خبر من الله تعالى لرسوله بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، منذ أرقدهم الله إلى أن بعثهم وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان، وأنه كان مقداره ثلاثمائة سنة وتسع سنين بالهلالية، وهي ثلاثمائة سنة بالشمسية، فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين؛ فلهذا قال بعد الثلاثمائة: ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ " (٢).

الشنقيطي: "لم يبين هنا قدر المدة التي تساءلوا عنها في نفس الأمر - يعني في قوله تعالى: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ -، ولكنه بين في موضع آخر أنها ثلاثمائة سنة بحساب السنة الشمسية، وثلاثمائة سنة وتسع سنين بحساب السنة القمرية، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ " (٣).

• دراسة المسألة:

ومن خلال التأمل والنظر واستقراء ما ذكره المفسرون وأهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن هذه المسألة تعود إلى أصل الخلاف في الخطاب في قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾:

فمن أخذ بقول من يقول: أن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن أهل الكتاب أنهم يقولون ذلك (٤)، قال بأن سبب العدول: اختلاف أهل الكتاب في مدة لبثهم، فبعضهم يقول ثلاثمائة وبعضهم يقول ثلاثمائة وتسع سنين وهو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول.

وكذا من قال أن سبب العدول: الإشارة إلى أنها ثلاثمائة بحساب السنة الشمسية، وثلاثمائة وتسع بحساب السنة القمرية، وهو ما ذهب إليه أصحاب القول الثالث.


(١) تفسير القرآن العظيم: السخاوي (١/ ٤٩١)، وانظر: لباب التأويل: الخازن (٣/ ١٦٢).
(٢) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٥/ ١٥٠).
(٣) أضواء البيان: الشنقيطي (٤/ ٢٩).
(٤) انظر: جامع البيان: الطبري (١٥/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>