للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٨٦ - قوله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [سورة الأنعام: ٢٤].

قال القاسمي: جعل الناصر في (الانتصاف) ضل بمعنى سلبوا علمه، فكأنهم نسوه وذهلوه دهشا. وهو بعيد، لعدم ملاقاته للآية الأخرى. والتنزيل يفسر بعضه بعضا (١). وعبارته: في الآية دليل بين على أن الإخبار بالشيء على خلاف ما هو به، كذب، وإن لم يعلم المُخْبِرُ مُخالفة خبره لِمُخْبِرِهِ. ألا تراه جعل إخبارهم وتبريهم كذبا، مع أنه تعالى أخبر أنهم ضل عنهم ما كانوا يفترون. أي: سلبوا علمه حينئذ دهشا وحيرة. فلم يرفع ذلك إطلاق الكذب عليهم (٢).

• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾:

القول الأول: أن المراد: ضاع وغاب عنهم الشركاء، فلم يُغنوا عنهم شيئا.

القول الثاني: أن المراد: سلب العلم من الدهشة والحيرة.

أصحاب القول الأول:

الطبري: " ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾، وفارقهم الأنداد والأصنام، وتبرءوا منها، فسلكوا غير سبيلها، لأنها هلكت" (٣).

البغوي: " ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ زال وذهب عنهم ﴿مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ من الأصنام، وذلك أنهم كانوا يرجون شفاعتها ونصرتها، فبطل كله في ذلك اليوم" (٤).

ابن عطية: " ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ معناه: "ذهب افتراؤهم في الدنيا؛ وكذبهم بادعائهم لله


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٢٧٤، ٢٢٧٥).
(٢) الكشاف للزمخشري مذيل بحاشية الانتصاف فيما تضمنه الكشاف لابن المنير (٢/ ١٢).
(٣) جامع البيان: الطبري (٩/ ١٩٣).
(٤) معالم التنزيل: البغوي (٣/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>