للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال العلامة العثيمين في تفسير الآية بعد أن ذكر خلاف المفسرين في معنى الطمس: " والقاعدة التفسيرية: أنه إذا كانت الآية تحتمل وجهين لا يُناقض أحدهما الآخر فإنها تُحمل على الوجهين جميعًا، لأن كلام الله معناه واسع، فإذا كان اللفظ يحتمل هذا وهذا، وليس بينهما مُناقضة، فالواجب حمله على الوجهين، فهنا نقول: إن الله تعالى هددهم بالطمس الحسي والطمس المعنوي" (١).

وهذا الذي ذكره العثيمين يحسم الخلاف في هذه المسألة، وأن الجمع بين الأقوال غير المتعارضة، مقدم على الترجيح، فالخلاف المتقدم من قبيل خلاف التنوع.

وهذا يتفق مع كلام القاسمي الذي ذكره في تفسير الآية: " ولا ننكر أن تكون هذه التأويلات مما يشمله لفظ الآية. وإنما البحث في دعوى إرادتها دون سابقها" (٢)، والله أعلم.

• النتيجة:

بعد ذكر ما تقدم في هذه المسألة، يظهر أن الراجح مع أصحاب القول الأول من أن المراد بالطمس: في قوله تعالى: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا﴾ الطمس الحقيقي، ولا يمنع أن تُحمل أيضًا على، المعاني المجازية إن كانت لا تتعارض مع المعنى الحقيقي كما تقدم من كلام القاسمي وبعده العثيمين، والله أعلم.


(١) تفسير القرآن الكريم (سورة النساء): العثيمين (١/ ٣٨١).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٢٨٤ - ١٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>