قال القاسمي: زعم الزمخشري أن معنى استعجالهم بالخير، أي تعجيله لهم الخير وضع الأول موضع الثاني إشعارا بسرعة إجابته لهم، وإسعافه بطلبتهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم (١)، وعندي أنه صرف اللفظ الكريم عن ظاهره بلا داع. ولا بلاغة فيه أيضا، وإن توبع فيه والحرص على موافقة عامل المصدر له ليكونا من باب واحد- غير ضروري في العربية، والشواهد كثيرة (٢).
• أقوال أهل العلم في معنى قوله تعالى: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ﴾:
القول الأول: أن المعنى: ولو يعجل الله للناس استعجالهم بالخير، بأن الناس هم من يستعجل طلب الخير، ويحبون وصول الخير إليهم بسرعة.
القول الثاني: أن الأصل أن يُقال: ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم الخير، فتكون سرعة الاستجابة لتعجيل الخير من الله تعالى، وأن الله تعالى هو أسرع بتعجيل الخير للناس.
أصحاب القول الأول:
ابن قتيبة:"وفي الكلام حذف للاختصار، كأنه قال: ولو يعجّل الله للنّاس إجابتهم بالشر الذي يستعجلونه استعجالهم بالخير، لهلكوا"(٣).