قال القاسمي:" قالت المعتزلة: كان آدم كالقبلة يسجد إليه، ولم يسجدوا له. قالوا ذلك هربا من أن تكون الآية الكريمة حجة عليهم. فإن أهل السنة قالوا: إبليس من الملائكة، وصالح البشر أفضل من الملائكة، واحتجوا بسجود الملائكة لآدم. وخالفت المعتزلة في ذلك وقالت: الملائكة أفضل من البشر، وسجود الملائكة لآدم كان كالقبلة، ويبطله ما حكى الله سبحانه عن إبليس ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [سورة الإسراء: ٦٢](٢).
• أقوال أهل العلم في العلة من سجود الملائكة لآدم:
القول الأول: أن سجود الملائكة لآدم كان سجود تحية وتكريم وتعظيم لآدم ﵇ لا سجود عبادة.
البغوي (٤): "الأصح أن السجود كان لآدم على الحقيقة، وتضمن معنى الطاعة لله
(١) مما يجب التنبيه عليه: أنه بعد التتبع والاستقراء الفاحص في تفسير سورة الفاتحة، لم يظفر الباحث فيه بتعقَّب للقاسمي ﵀ على من سبقه من الأعلام والمفسرين. (٢) محاسن التأويل: القاسمي: (٢/ ١٠٢). (٣) جامع البيان: الطبري (١/ ٥٤٦). (٤) وهو: الحسين بن مسعود الفراء البغوي، الملقب محي السنة، كان إماما جليلا ورعا زاهد فقيها محدثا مفسرا جامعا بين العلم والعمل سالكا سبيل السلف، مات سنة ست عشرة وخمسمائة. ينظر: طبقات الشافعية: السبكي (٧/ ٧٦، ٧٧).