للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٢٦ - قوله تعالى: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (١٢٠)[سورة آل عمران: ١٢٠].

قال الرازي: إطلاق لفظ (المحيط) على الله مجاز، لأن المحيط بالشيء هو الذي يحيط به من كل جوانبه، وذلك من صفات الأجسام، لكنه تعالى لما كان عالما بكل الأشياء، قادرا على كل الممكنات، جاز في مجاز اللغة أنه محيط بها، ومنه قوله: ﴿وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ﴾ [سورة البروج: ٢٠] (١).

قال القاسمي: أقول: ما ذكره شبهة جهمية مبناها قياس صفة القديم على الحوادث، وأخذ خاصتها به، وهو قياس مع الفارق. والسمعيات تتلقى من عرف المتكلم بالخطاب، لا من الوضع المحدث. فليس لأحد أن يجعل الألفاظ التي جاءت في القرآن موضوعة لمعاني، ثم يريد أن يفسر مراد الله تعالى بتلك المعاني (٢).

• أقوال أهل العلم في إثبات صفة الإحاطة لله ﷿:

القول الأول: أن صفة الإحاطة ثابتة لله تعالى حقيقية، فالله تعالى محيط بالمخلوقات كلِّها بعلمه وقدرته، إحاطة تَليق بجلاله.

القول الثاني: أن صفة الإحاطة ليست ثابتة لله تعالى حقيقية، وإنما هي مجاز عن العلم والقدرة.

أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة والجماعة:

مقاتل بن حيان: " ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ يقول: أحاط علمه بأعمالهم" (٣).

الطبري: " يقول جل ثناؤه: إن الله بما يعمل هؤلاء الكفار في عباده وبلاده من الفساد


(١) مفاتيح الغيب: الرازي (٨/ ٣٤٤)، وانظر: تفسير آيات الأحكام: السايس (١/ ٣٤٤).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٤/ ٩٥٣).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٤٨) برقم: (٤٠٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>