قال القاسمي: وأقول: لا يخفى أن جميع ما ذكر من التأويلات، غير الأول (١)، لا يساعده مقام تشديد الوعيد، وتعميم التهديد. فإن المتبادر من اللفظ الحقيقة. ولا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذر إرادتها. ولا تعذر هنا (٢).
• أقوال أهل العلم في المراد من طمس الوجوه المذكور في الآية:
القول الأول: أن المراد حقيقة الطمس وهو: المحو أو التقبيح، أو تحويلها إلى القفا.
القول الثاني: أن الطمس مجاز عن: إزالة آثارهم عن بلاد العرب ومحو أحوالهم عنها، أو تغيير أحوال وجهائهم، ونحو ذلك.
أصحاب القول الأول:
ابن عباس ﵁: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا﴾ وطمسها أن تعمى فنردها على أدبارها، يقول: أن نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ونجعل لأحدهم عينين في قفاه "، وبنحو ذلك روي عن عطية العوفي (٣)، وقتادة (٤).
السمرقندي: "يقال طمسها أن يحول الوجوه إلى الأقفية. ويقال: يخسف الأنف والعين فيجعلها طمسا. ويقال: من قبل أن يطمس أي تسود الوجوه" (٥).
(١) سيأتي إيرادها. (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٢٨٤، ١٢٨٥). (٣) وهو: عطية بن سعد بن جنادة العوفي، الكوفي، أبو الحسن، من مشاهير التابعين، روى عن: ابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، مات سنة ١١١ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٥/ ٣٢٥). (٤) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ١١٢)، وأخرج نحوا من أقوالهم ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٦٨) برقم: (٥٤٠٧). (٥) بحر العلوم: السمرقندي (١/ ٣٠٧).