للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٠ - قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [سورة آل عمران: ١٥٦].

قال أبو السعود: ليس المقصود بالنهي عدم مماثلتهم في النطق بهذا القول، بل في الاعتقاد بمضمونه والحكم بموجبه (١).

قال القاسمي: أقول: بل الآية تفيد الأمرين. أعني حفظ الاعتقاد المقصود أولا وبالذات، وحفظ المنطق مما يوقع في إضلال الناس، ويخل بالمقام الإلهي، كما بينته السنة (٢).

• أقوال أهل العلم في المقصود بالنهي في قوله تعالى: ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾:

القول الأول: أن المقصود عدم مماثلة الكفار في الاعتقاد دون المماثلة في القول.

القول الثاني: أن المقصود عدم مماثلة الكفار في الاعتقاد والقول.

أصحاب القول الأول:

ظاهر كلام ابن عطية: " نهى الله تعالى المؤمنين عن الكون مثل الكفار والمنافقين في هذا المعتقد الفاسد، الذي هو أن من سافر في تجارة ونحوها ومن قاتل فقتل لو قعد في بيته لعاش ولم يمت في ذلك الوقت الذي عرض فيه نفسه للسفر أو للقتال، وهذا هو معتقد المعتزلة في القول بالأجلين، وهو نحو منه" (٣).

أبو السعود: وتقدم قوله.


(١) إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٢/ ١٠٣)، وانظر: روح البيان: إسماعيل حقي (٢/ ١١٤).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٤/ ١٠١٤).
(٣) المحرر الوجيز: ابن عطية (٢/ ٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>