للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٣٠ - قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (٩٨)[سورة يونس: ٩٨].

قال القاسمي: يروي بعض المفسرين هنا أن العذاب تدلى عليهم، وغشيهم، وجعل يدور على رؤوسهم، وغامت السماء غيما أسود، ونحو هذا. وليس في التنزيل بيان لهذا، ولا في صحيح السنة، وكأن من زعمه فهمه من لفظ كشفنا، ولا صراحة فيه (١).

• أقوال أهل العلم في المراد من عذاب الخزي الذي كُشف عن قوم يونس - (٢):

القول الأول: أن المراد: العذاب الذي وعدهم به يونس أنه ينزل بهم، لا أنهم رأوه عيانا ولا مخايلة.

القول الثاني: أن المراد: العذاب الذي تدلى عليهم، وغشيهم، وجعل يدور على رؤوسهم، وغامت السماء غيما أسودا، ونحو هذا، وأنهم رأوا العذاب عيانًا.

أصحاب القول الأول:

ابن عطية: "وذهب الطبري إلى أن قوم يونس خُصّوا من بين الأمم بأن تيب عليهم من بعد معاينة العذاب ذكر ذلك عن جماعة من المفسرين وليس كذلك، والمعاينة التي لا تنفع التوبة معها هي تلبس العذب أو الموت بشخص الإنسان كقصة فرعون، وأما قوم يونس فلم يصلوا هذا الحد" (٣).


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١٠/ ٣٣٩٩).
(٢) أشار إلى هذا الخلاف الماوردي في النكت والعيون (٢/ ٤٥١).
(٣) المحرر الوجيز: ابن عطية (٥/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>