للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أصحاب القول الثاني:

الجبائي: "الوعيد إنما كان بوقوع ما ذكر في الآخرة عند الحشر وسيقع فيها أحد الأمرين أو كلاهما على سبيل التوزيع" (١).

الرازي: "التقدير: آمنوا من قبل أن يجيء وقت نطمس فيه وجوهكم وهو ما بعد الموت" (٢).

قال بعض المفسرين: أن الوعيد في هذه الآية يوم القيامة (٣).

• دراسة المسألة:

المتأمل في ظاهر الآية وما ورد فيها من الوعيد على أهل الكتاب، وما ذكره بعض أهل العلم في تفسيرها، يظهر له أن الوعيد محتمل وقوعه في الدنيا أو في الآخرة، أو كلاهما، وذلك مما يلي:

أولا: أوجه بيان أن الوعيد واقع على أهل الكتاب في الدنيا:

الوجه الأول: نظائر الآية من الآيات التي تدل على وقوع الوعيد في الدنيا:

فقوله تعالى: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾ نظيره قوله تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧)[سورة يس: ٦٧] وهذا يكون في الدنيا.

الوجه الثاني: أنه لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله ابن سلام رسول الله قبل أن


(١) روح المعاني: الآلوسي (٦/ ٧٢).
(٢) مفاتيح الغيب: الرازي (١٠/ ٩٦).
(٣) انظر: معالم التنزيل: البغوي (٢/ ٢٣١)، وانظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٥١٩)، وانظر: زهرة التفاسير: أبو زهرة (٤/ ١٧٠٦)، وانظر: فتح البيان: القنوجي (٣/ ١٤٢)، وانظر: تفسير الراغب الأصفهاني (٣/ ١٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>