للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٨٧ - قوله تعالى: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [سورة الأنعام: ٢٨].

قال القاسمي: اعتمد أبو السعود، أن المراد ب (ما كانوا يخفونه في الدنيا) النار التي وقفوا عليها، إذ هي التي سيق الكلام لتهويل أمرها. ثم قال في الوجوه المتقدمة (١): إنه بعد الإغضاء عما في كل منها من الاعتساف والاختلال، لا سبيل إلى شيء من ذلك أصلا. لما عرفت من أن سوق النظم الشريف لتهويل أمر النار، وتفظيع حال أهلها … إلخ (٢).

أقول: لا ريب في بلاغة ما قرره ونفاسته، لولا تكلفه حمل الإخفاء على ما ذكره، مما هو غير ظاهر فيه، وليس له نظائر في التنزيل الكريم. فمجازيته حينئذ من قبل المُعَمَّى. وفي الوجوه الأول إبقاؤه على حقيقته بلا تكلف، وشموله لها- غير بعيد. لأن في كل منها ما يؤيده، كما بيناه. غاية الأمر أن ما قرره وجه منها بديع. وأما كونه المراد لا غير، فدونه خرط القتاد والله أعلم بأسرار كتابه (٣).

• أقوال أهل العلم في الذي كان يُخفيه المشركون وبدا لهم يوم القيامة:

القول الأول: أن الذي كان يُخفيه المشركون هو أعمالهم السيئة من المعاصي والشرك بالله تعالى.

القول الثاني: أن الذي كان يُخفيه المشركون هو البعث والنشور.

القول الثالث: أن الذي كان يُخفيه المشركون هو النفاق الذي كانوا يُسرونه في الدنيا.


(١) سيأتي بيانها.
(٢) انظر: إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٣/ ١٢٤)، وانظر: روح المعاني: الآلوسي (٨/ ١١٨).
(٣) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>