قال القاسمي: تمسكت المعتزلة بهذه الآية على أن الشفاعة لا تقبل للعصاة لأنه نفى أن تقضي نفس عن نفس حقا أخلت به من فعل أو ترك، ثم نفى أن يقبل منها شفاعة شفيع. فعلم أنها لا تقبل للعصاة. والجواب: أنها خاصة بالكفار. ويؤيده أن الخطاب معهم كما قال: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [سورة المدثر: ٤٨]، وكما قال عن أهل النار ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ [سورة الشعراء: ١٠١] فمعنى الآية أنه تعالى لا يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة، ولا ينقذ أحدا من عذابه منقذ ولا يخلص منه أحد (١).
• أقوال أهل العلم في قبول الشفاعة للعُصاة:
القول الأول: أنها تُقبل للعُصاة من الموحدين.
القول الثاني: أنها لا تُقبل للعُصاة مُطلقًا.
أصحاب القول الأول، وهم: أهل السنة والجماعة:
الطبري:" قوله: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ إنما هي لمن مات على كفره غير تائب إلى الله ﷿"(٢).
البغوي:"قوله: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ أي لا تقبل منها شفاعة إذا كانت كافرة"(٣).
ابن كثير: " ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ يعني عن الكافرين، كما قال: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ