للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يعني: تقوى الله خير غنيمة يغتنمها الإنسان في حياته، والريث: التمهل والإبطاء (١).

الخامس: القول بأن المراد من الأنفال في الآية: غنائم بدر هو المناسب من حيث النظر في موضوع سورة الأنفال وما اشتملت عليه.

وذلك أن سورة الأنفال لها إسمان: سورة الأَنفال؛ لكونها مفتَتَحة بها، ومكرّرة فيها، وسورة بدر، لأن معظمها في ذكر حرب بدر، وما جرى فيها.

ومقصود السّورة مجملاً: قطع الأَطماع الفاسدة من الغنيمة التي هي حق الله ولرسوله، ومدح الخائفين الخاشعين وقت سماع القرآن، وبعث المؤمنين حقاً، والإِشارة إِلى ابتداء حرب بدر، وإمداد الله تعالى صحابة نبيّه بالملائكة المقرّبين، والنّهى عن الفرار من صف الكفار (٢)، مما يدل على أن المراد من الأنفال: الغنائم.

تنبيه:

أورد القاسمي في تفسيره اختيار ابن جرير الطبري أن المراد من الأنفال: الزيادة على القسْم، أي ما يدفع إلى الغازي زائدا على سهمه من المغنم (٣).

ثم تعقبه بقوله: والكلام الذي قلته قبل، يجري هنا أيضا - أي: أن سبب النزول لا يؤيد اختيار الطبري ، وهو كما قال ويؤيد ذلك الأوجه المتقدمة الدالة على أن المراد من الأنفال: الغنائم، والله أعلم.

• النتيجة:

يتبين من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الراجح هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن المراد من الأنفال في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ ما أخذ من الكفار بقتال في غزوة بدر، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.


(١) انظر: العذب النمير: الشنقيطي (٤/ ٤٧٢).
(٢) انظر: جامع البيان: الطبري (١١/ ١٠).
(٣) انظر: بصائر ذوي التمييز: الفيروز آبادي (١/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>