قال القاسمي: زعم بعض الناس أن اللام في (لإيلاف) متعلق بما قبله أي فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش.
قال الشهاب: وعلى هذا فلا بد من تأويله. والمعنى: أهلكهم ولم يسلط على أهل حرمه ليبقوا على ما كانوا عليه، أو أهلك من قصدهم ليعتبر الناس ولا يجترئ عليهم أحد، فيتم لهم الأمن في الإقامة والسفر. أو هي لام العاقبة. انتهى (١). ولا يخفى ما فيه من التكلف (٢).
• أقوال أهل العلم في تعلق (اللام) في قوله تعالى: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ (٣):
القول الأول: أن اللام صلة ترجع إلى السورة المتقدمة من قولهم ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ﴾ إلى أن قال: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾، فصار معناه أن ما فعله بأصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش.
القول الثاني: أن اللام صلة ترجع إلى ما بعدها من قوله ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾ ويكون معناه لنعمتي على قريش، أو لإيلافنا ذلك.
أصحاب القول الأول:
ابن العربي:" ﴿إِيلَافِهِمْ﴾ هذا يدل من الأول على معنى البيان. وهو متعلق بما قبله ولا يجوز أن يكون متعلقا بما بعده"(٤).
(١) عناية القاضي: الشهاب الخفاجي (٨/ ٣٩٩). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (١٧/ ٦٢٧١). (٣) أشار إلى هذا الخلاف الماوردي في النكت والعيون (٦/ ٣٤٥)، والواحدي في البسيط (٢٤/ ٣٣٧)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/ ٤٩٣). (٤) أحكام القرآن: ابن العربي (٤/ ٤٥٠)، وانظر: بحر العلوم: السمرقندي (٣/ ٦٢٣).