الرابع: من حيث اقتضاء اللغة: فقوله تعالى: ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ﴾ خطاب بعضهم لبعض والعامل فيه الجزاء ﴿وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾ عطف على مفعول اعتزل، وهم يعبدون الأصنام مع الله، والمراد: اعتزلتموهم واعتزلتم ما يعبدون من دون الله (١)، فدل هذا على أن العزلة تشرع في هذه الأحوال، والله أعلم.
• النتيجة:
يتبين من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن ما تفيده الآية من مشروعية العزلة: ليس على إطلاقه، وإنما تفيد ذلك إن خاف المرء على دينه، لما تقدم إيراده من الأوجه التي تؤيد ذلك، والله أعلم.