قال شمر (١): سموا الأبيض أحمر تطيرا بالأبرص، حكاه عن أبي عمرو بن العلاء (٢).
قال القاسمي: ويظهر أنه لا حاجة إلى هذا، فإن طلوع الفجر يصحبه حمرة. وفي (القاموس)(٣) الفجر ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس في سواد الليل. فافهم (٤).
• أقوال أهل العلم في سبب تسمية الخيط الأبيض: أحمر:
القول الأول: أن السبب هو: التطير بالأبرص.
القول الثاني: أن السبب هو: أن طلوع الفجر يصحبه حمرة، وهي: حمرة الشمس.
أصحاب القول الأول:
شمر:" الأحمر الأبيض: تطيرا بالأبرص؛ يقال: أتاني كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض؛ معناه جميع الناس عربهم وعجمهم"(٥).
أصحاب القول الثاني:
النخجواني (٦): في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ﴾ قال: "من الوقت المبين إِلى
(١) الذي يظهر أنه شمر بن حمدويه الهروىّ اللغوىّ، أحد الأثبات للغات الحفاظ للغريب وعلم العرب، كان عالما فاضلا ثقة نحويا لغويا راوية للأخبار والأشعار، صنف كتاب الجيم، وكتاب السلاح، وغير ذلك. مات سنة ٢٥٥ هـ. ينظر: معجم الأدباء: الحموي (٣/ ١٤١٩، ١٤٢٠). (٢) وهو: أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين التميمي المازني البصري، أحد القراء السبعة، كان أعلم الناس بالقرآن الكريم والعربية والشعر، مات سنة ست وخمسين ومائة بالكوفة. ينظر: وفيات الأعيان: ابن خلكان (٣/ ٣٦٦). (٣) القاموس المحيط: الفيروز آبادي (ص: ٤٥٤). (٤) محاسن التأويل: القاسمي: (٣/ ٤٥٧). (٥) انظر: لسان العرب: ابن منظور (٤/ ٢٠٩). (٦) وهو: نعمة الله بن أبي الفضل محمود النخجواني العالم الفاضل، الشهير بابن علوان الرومي، مؤلف جليل القدر والشأن في علوم التفسير وكان من الفضلاء المتورعين، مات سنة ٩٠٢ هـ. ينظر: طبقات المفسرين: الأدنه وي (ص ٣٦٠).