للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الأعشى:

وَقَابَلَهَا الرِّيحُ فِي دَنِّهَا … وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمَ (١).

قوله: " وقابلها الريح" أي" جعلها قبالة مهب الريح، والدنان: كهيئة الحب. وقوله: "وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمَ" أي دعا لها بالسلامة والبركة، ارتسم الرجل: كبر ودعا وتعوذ، مخافة أن يجدها قد فسدت، فتبور تجارته (٢).

وقال أيضا:

تَقُولُ بِنْتِي وَقَدْ قَرُبْتُ مُرْتَحِلًا … يَا رَبِّ جَنِّبْ أَبِي الْأَوْصَابَ وَالْوَجَعَا

عَلَيْكَ مِثْلُ الَّذِي صَلَّيْتِ فَاغْتَمِضِي … نَوْمًا فَإِنَّ لِجَنْبِ الْمَرْءِ مُضْطَجَعَا (٣).

والمعنى: أن أبا البنت يأمرها بأن تكرر الدعاء له بمثل دعائها المتقدم.

ويروى البيت (عليك مثلُ) بالرفع، فيكون دعاء من أبي البنت بأن ينالها من الخير مثل الذي دعت به له (٤).

• النتيجة:

بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما عليه أصحاب القول الأول من أن المراد من قوله تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ أي: أدع لهم واستغفر لهم، وليس المراد: الصلاة على الموتى، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.


(١) ديوان الأعشى (ص ٣٥) من قصيدة يمدح فيها قيس بن معد يكرب، وانظر: تهذيب اللغة: الأزهري (٩/ ١٣٨)، وانظر: معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (٣/ ٣٠٠)، وانظر: المخصص: ابن سيده (٤/ ٥٥).
(٢) انظر: تهذيب اللغة: الأزهري (٩/ ١٣٨)، وانظر: الكشف والبيان: الثعلبي (١٤/ ٣٩)، وانظر: الصحاح: الجوهري (٥/ ١٩٣٣)، وانظر: لسان العرب: ابن منظور (١٣/ ١٥٩).
(٣) ديوان الأعشى (ص: ١٠١).
(٤) انظر: لسان العرب: ابن منظور (١٤/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>