للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

السمعاني: " قوله: ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ يقال: أسرى به إذا سيره ليلا، وكذا سرى به" (١).

أصحاب القول الثاني:

الراغب الأصفهاني: " ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾، أي: ذهب به في سراة من الأرض، وسراة كل شيء: أعلاه، ومنه: سراة النهار، أي: ارتفاعه" (٢).

السمين الحلبي: " قيل: إن أسرى ليس من لفظ سرى، وإنما هو من لفظ السراة، وهي الأرض الواسعة، فقوله تعالى: ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ ذهب به في سراة الأرض" (٣).

الفيروز آبادي: "قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ أَي ذهب به في سَرَاة الأَرض، وهي الواسعة من الأَرض" (٤).

• دراسة المسألة:

بعد التتبع والنظر واستقراء ما ذكره المفسرون في معنى الإسراء في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ يتبين أن الصواب هو ما عليه أصحاب القول الأول من أن المراد من الإسراء: السير ليلا، وذلك من أوجه:

الأول: نظائر الآية التي تدل على أن معنى الإسراء: السير بالليل، ومن ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه لوط : ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ﴾ [سورة هود: ١٨] والسري: السير في الليل، والقطع من الليل: بعضه وهو مثل القطعة (٥).


(١) تفسير القرآن: السمعاني (٣/ ٢١٣).
(٢) المفردات: الراغب الأصفهاني (ص: ٤٠٩).
(٣) عمدة الحفاظ: السمين الحلبي (٢/ ١٩٦).
(٤) بصائر ذوي التمييز: الفيروز آبادي (٣/ ٢١٩).
(٥) جامع البيان: الطبري (١٤/ ٤١٢)، وانظر: النكت والعيون: الماوردي (٣/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>