للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة مريم]

١٥٣ - قوله تعالى: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [سورة مريم: ١٧].

قال القاسمي بعد إيراده لقول من يقول بكيفية تمثل الملك لمريم : ولا يخفى أن هذا البحث من الرجم بالغيب، واقتفاء ما لم يحط بكنهه، فالخوض فيه عبث ينتهي خائضه إلى حيث ابتدأ. لأنه من عالم الغيب الذي لا يصل علمنا إليه ولن يصل إليه بمجرد العقل. ولم يرد عن المعصوم فيه نص قاطع.

وكل ما كان كذلك فليس من شأننا أن نبحث فيه. فاعرف ذلك فإنه ينفعك في مواضع عديدة (١).

• أقوال أهل العلم في كيفية تمثل المَلَك بصورة بشر:

القول الأول: أن الله تعالى أفنى الزائد من خلقة الملَك أثناء التمثل، وهذا لا يوجب موت الملَك، ولا يلزم من ذلك أن ذات المَلَك انقلبت بشر.

القول الثاني: أن كيفية التمثل من أمور الغيب التي لا يدركها العقل، فنؤمن بأن الملك يتشكل بشكل البشر.

أصحاب القول الأول:

الجويني: " تمثل جبريل معناه أن اللَّه أفنى الزائد من خلقه، أو أزاله عنه، ثم يعيده إليه بعد" (٢).

العز بن عبد السلام: "لا يبعد أن يكون انتقالها - يعني روح جبريل- من الجسد الأول غير موجب لموته لأن موت الأجساد بمفارقة الأرواح ليس بواجب عقلاً، وإنما هو


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤١٤١).
(٢) إمتاع الأسماع: المقريزي (٢/ ٣٧٦)، وانظر: فتح الباري: ابن حجر (١/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>