قال القاسمي: وقع في التفسير المنسوب لابن عباس ﵁، هاهنا، ذكر حاطب بن أبي بلتعة ﵁ وتلقيبه بالمنافق وإدراجه تحت قوله تعالى ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ﴾ [سورة النساء: ٦١](١). وفي صحة هذا عن ابن عباس نظر. وكيف؟ وقد كان ﵁ من البدريين. وقد انتفى النفاق عمن شهدها (٢).
• أقوال أهل العلم في المراد بالمنافقين في قوله تعالى: ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ﴾ (٣):
الطبري:" ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ﴾ يعني بذلك: يمتنعون من المصير إليك لتحكم بينهم، ويمنعون من المصير إليك كذلك غيرهم صدود"(٤).
السمعاني:" ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ هو ما ذكرنا، أن المنافقين دعوا إلى التحاكم إلى الرسول، فأعرضوا عنه، وتحاكموا إلى الطاغوت "(٥).
ابن كثير:" ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ أي: يعرضون عنك إعراضا كالمستكبرين عن ذلك، كما قال تعالى عن المشركين: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ [سورة لقمان: ٢١] "(٦).
الشنقيطي: "ذكر في هذه الآية الكريمة أن المنافقين إذا دعوا إلى ما أنزل الله، وإلى
(١) تنوير المقباس: الفيروز آبادي (ص: ٧٣). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٣٦٥). (٣) بعد التتبع والنظر واستقراء ما ذكره المفسرون وأوردوه في تفسير الآية، لم يتم العثور على أحد من الأعلام أو المفسرين ممن وافق القول المنسوب إلى ابن عباس ﵁. (٤) جامع البيان: الطبري (٧/ ١٩٥). (٥) تفسير القرآن: السمعاني (١/ ٤٤٢). (٦) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ١٥١).