قال القاسمي: قوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ على تقدير القول، كما في نظائره، أي: قل لهم: أفغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم، ويفصل المحق منا من المبطل. والمعنى: أطلب معبودا؛ لأنه كانوا يتحاكمون إلى طواغيتهم - وهذا عندي أظهر - ثم رأيت في "تنوير المقباس" الاقتصار عليه، حيث قال: ﴿أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ أعبد ربا (١). وأما كون الآية واردة على قولهم:(اجعل بيننا وبينك حكما) فلا يصح؛ لأنهم بمعزل عن الانصياع لذلك (٢).
• أقوال أهل العلم في المراد من ابتغاء الحكم في قوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا﴾:
القول الأول: أن المراد: أفغير الله أطلب معبوداً، أو أبتغي ربًا.
القول الثاني: أن المراد: أفغير الله أطلب قاضيا بيني وبينكم.
أصحاب القول الأول:
السمرقندي:"أفغير الله أبتغي حكما يعني: أعبد غير الله؟ ويقال: أأطلب القضاء من غير الله؟ "(٣).
الحداد (٤): "ومعناها: قل لهم يا محمد: أفغير الله أطلب ربا ومعبودا يساوي حكمه
(١) تنوير المقباس: الفيروز آبادي (ص: ١١٧). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٤٧٤). (٣) بحر العلوم: السمرقندي (١/ ٤٧٧). (٤) وهو: أبو بكر بن علي بن محمد الحداد الزَّبيدي: فقيه حنفي يماني. من أهل العبادية، من قرى (حازة وادي زَبِيد) في تهامة، له في مذهب أبي حنفية مصنفات جليلة، تبلغ كتبه نحو ٢٠ مجلدا، مات سنة ٨٠٠ هـ. ينظر: الأعلام: الزركلي (٢/ ٦٧).