للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ت - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ [سورة المائدة: ٨٩]. عقَّب على قول بعض الأعلام كأبي حنيفة والجصاص، بأن المراد: "إطعام طعام يكفي العشرة، مفرعا عليه جواز إطعام مسكين واحد عشرة أيام" (١). ووصف القاسمي هذا المراد بأنه: "عدول عن الظاهر، لا يثبت إلا بنص" (٢)

٣ - التعقب على المعاني التي تُخالف سياق الفاظ الآية، ومن ذلك:

أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [سورة النساء: ٨٣] عقَّب على قول الزمخشري والبيضاوي (٣)، وأبي السعود وغيرهم: من أن المراد من الذين ذُكروا في الآية: "طائفة من ضعفة المسلمين" (٤).

قال القاسمي: " فإن أرادوا بالضعفة المنافقين، فصحيح. وإلا فبعيد غاية البعد كما يعلم من سباق الآية وسياقها" (٥).

ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [سورة المائدة: ٧٦] قال: جعل ابن كثير الخطاب في قوله تعالى: ﴿أَتَعْبُدُونَ﴾ عاما للنصارى وغيرهم، أي قل لهؤلاء العابدين غير الله من سائر فرق بني آدم (٦). وما جاء في (تنوير المقباس) أن (ما) عبارة عن الأصنام خاصة (٧). وكلاهما


(١) يُريد بذلك الإمام أبو حنيفة ، وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله تعالى.
(٢) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢١٣٦)، وسيأتي المزيد من الأمثلة في الدراسة التطبيقية.
(٣) وهو: عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي، كان إماما مبرزا نظارا صالحا متعبدا زاهدا، ولي قضاء القضاة بشيراز، مات سنة: ٦٨٥ هـ. ينظر: طبقات الشافعية: السبكي (٨/ ١٥٨).
(٤) انظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٥٤٠)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ٨٧)، وانظر: إرشاد العقل السليم: أبي السعود (٢/ ٢٠٨).
(٥) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٤١٣).
(٦) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٤٤٢).
(٧) تنوير المقباس: الفيروز آبادي (ص: ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>