للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الهجرة والإذن بالقتال يكون للعقاب موضع؛ إذ كانتا لهم القدرة، ويكون معنى الآية على هذا، وإن عوقبتم أي آذوكم على إيمانكم، وهاجموكم في دياركم وأموالكم، أو أردتم أن تأخذوا منهم حقكم على إيذاء آذوه فعاقبوهم بمثل ما آذوكم (١).

تنبيه:

من أهل العلم من اجتهد وقال بتكرار النزول في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ للجمع بين القولين (٢)، وهو قول حسن، ولكن الأظهر هو ما تقدم تقريره، وذلك أن استثناء بعض من الآيات في السور المكية، وعدها من المدني واقع في بعض من السور، كما هو معلوم، والقول بأن هذه الآية مستثناة من سورة النحل المكية لا يُفضي إلى تعارض وإشكال، والله أعلم.

• النتيجة:

بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني، من أن سورة النحل مكية إلا قوله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ﴾ الآية، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.


(١) انظر: زهرة التفاسير: أبو زهرة (٨/ ٤٣٠٦).
(٢) انظر: الزيادة والإحسان: ابن عقيلة المكي (١/ ٣٠٣)، وانظر: مناهل العرفان: الزرقاني (١/ ١٢٠)، وانظر: المكي والمدني: عبد الرزاق حسين أحمد (ص: ٨٣٩، ٨٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>