[المبحث الثاني الفروق بين التعقبات والألفاظ المقاربة لها]
من خلال النظر في معنى التعقبات المتقدم، نجد أن بعض الألفاظ في اللغة قد ترادفها في المعنى، إلا أنه بعد التأمل والنظر في الدلالات اللغوية وما كتبه أهل العلم في كتبهم وتطبيقاتهم لها نجد أن بينها فرقًا، وإن كان مؤداها ينتهي إلى معنى النقد والابطال.
فمن الألفاظ اللغوية التي تدل على معنى التعقبات: النكت، والتتبع، والاستدراكات، والنقد، والرد، والنقض.
الفرق بين التعقبات، والألفاظ المقاربة لها:
التَعَقب: اسم جامع لكل ما جاء لاحقًا لنص ما أو غيره، سواء كان ذلك استدراكًا أو نقدًا أو نقضًا، ونحو ذلك، ويدل على ذلك ما تقدم ذكره من أنه يدل على تأخير الشيء وإتيانه بعد غيره.
وفيه كذلك تتبع لكلام الغير والنظر فيه لنقضه وإبطاله، ويتضمن بعض الألفاظ التي تدل على تحقير القول أو الانتقاص منه بوصفه بالبعد أو الشذوذ أو شدة الضعف ونحو ذلك.
وأما النُكَت: فهو من نَكت الأَرض، إذا أثّر فيها بقضيب، والنَّكات: لطعّانُ فِي الناسِ مثلُ النزّاكِ والنّكّازِ واحد، قال: والنكيت: المطعون (١).
وتُعرّف في الاصطلاح:"الدقائق التي تستخرج بدقة النظر إذ يقارنها غالبا نكت الأرض بإصبع أو غيرها"(٢).
وهو يُرادف التقب بالجملة إلا أنه يزيد على التعقب باستخراج الفوائد المهمة من كتاب ما، والتعليق عليه، ومن ذلك كتاب: النُكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي، وكذا للحافظ ابن حجر.