قال القاسمي: ذكر أكثر المفسرين قصة البقرة وصاحبها بروايات مختلفة لم نورد شيئا منها لأنه لم يرو بسند صحيح إلى النبي ﷺ، ولا يتعلق به كبير فائدة. كما أن البعض من البقرة لم يجئ من طريق صحيح عن معصوم بيانه. فنحن نبهمه كما أبهمه الله تعالى. إذ ليس في تعيينه لنا فائدة دينية ولا دنيوية. وإن كان معينا في نفس الأمر. وأيا كان فالمعجزة حاصلة به (١).
• أشهر الروايات الصحيحة الواردة في قصة صاحب البقرة:
رواية عبيدة السلماني (٢): "كان رجل من بني إسرائيل عقيما لا يولد له، وكان له مال كثير، وكان ابن أخيه وارثه، فقتله ثم احتمله ليلا فوضعه على باب رجل منهم، ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا، وركب بعضهم إلى بعض، فقال ذوو الرأي منهم والنهى: علام يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله فيكم؟ فأتوا موسى- ﵇ فذكروا ذلك له، فقال: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧)﴾. قال: فلو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة، ولكنهم شددوا فشدد عليهم، حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها، فقال: والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا، فأخذوها بملء جلدها ذهبا فذبحوها، فضربوه ببعضها فقام فقالوا: من قتلك؟ فقال: هذا، لابن أخيه. ثم مال ميتا، فلم يعط من ماله شيئا، فلم يورث قاتل بعد"(٣).
(١) محاسن التأويل: القاسمي: (١/ ١٥٨). (٢) وهو: عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي، الفقيه، المرادي، الكوفي، أحد الأعلام، كان أحد أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يقرئون ويفتون، وكان أعور، مات سنة اثنتين وسبعين. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٤/ ٤٠، ٤٤). (٣) أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ١٣٦)، وعزاه ابن كثير إلى ابن أبي حاتم (١/ ٤٤٠) قال المحقق في الحاشية: "سنده صحيح".