قال: ﴿إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾ [سورة النساء: ١٤٠] أي إن قعدتم فأنتم مثلهم في الإثم، وهي متأخرة. فيحتمل أن تكون ناسخة لهذه" (١).
قال القاسمي بعد إيراده لوجه الرد: " وبالجملة فاستدلال (الإكليل) واهٍ، ولذا عبر ب (قد)، ودعوى النسخ أوهى. فتأمل! " (٢).
[٢ - التعقب على الاستدلال بسبب النزول الوارد في الآية، ومن ذلك]
أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ [سورة النساء: ٧٧] عقَّب على قول بعض المُفسرين بأن الآية نزلت في جماعة من الصحابة المهاجرين، مُستشهدين برواية عن ابن عباس ﵁ في سبب نزولها (٣). فقال: "والقول بنزولها في بعض المؤمنين لا يصح" ثم ذكر القاسمي أوجه عدم الصحة (٤).
ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة التوبة: ١٩]. عقَّب على قول أبي السعود" فالخطاب إما للمشركين على طريقة الالتفات وهو المتبادر من تخصيص ذكر الإيمان بجانب المشبه به وإما لبعض المؤمنين المؤثرين للسقاية والعمارة ونحوهما على الهجرة والجهاد ونظائرهما وهو المناسب للاكتفاء في الرد عليهم ببيان عدم مساواتهم عند الله للفريق الثاني " (٥). فقال: " وتأييد أبي السعود نزولها في المسلمين بما أطال فيه، ذهول عن سياق الآية وعن سياقها، فيما صدعت فيه من شديد التهويل، وعن لاحقها في درجات التفضيل، وقصر الفوز والرحمة والرضوان
(١) الإكليل: السيوطي (ص: ١١٨). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٦٣). (٣) انظر: جامع البيان: الطبري (٧/ ٢٣١)، وانظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ١٠٠٥) برقم: (٥٦٢٧). (٤) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٤٠٠). (٥) إرشاد العقل السليم: أبي السعود (٤/ ٥٢).