وأما إن قيل: إنهم لا يستحقون على ذلك الكذب، وعلى ذلك الحلف الكاذب عقابا وذما، فهذا يقتضي حصول الإذن من الله تعالى في ارتكاب القبائح والذنوب، وأنه باطل، فثبت بهذه الوجوه أنه لا يجوز إقدام أهل القيامة على القبيح والكذب (١).
ومثل هذه الاستدلالات العقلية التي تُخالف الأدلة من الكتاب والسنة، وحملها على اقتضاءات ولوازم لا تلزم قد رد عليها الرازي في تفسيره كما أشار بذلك القاسمي ﵀(٢).
الثاني: أن جمهور المفسرين، يقولون: إن الكفار يكذبون في الآخرة وظواهر القرآن دالة على ذلك وقد خالف الزمخشري هنا أصحابه المعتزلة ووافق أهل السنة (٣).
• النتيجة:
يتبين من خلال عرض ما تقدم في هذه المسألة من أقوال أهل العلم، أن الحق مع أصحاب القول الأول من أن الكذب واقع يوم القيامة من الكفار والعُصاة، لما تقدم إيراده من أدلة الكتاب والسنة والآثار الدالة على ذلك، والله أعلم.
(١) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٢/ ٥٠٢)، وانظر: مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٨/ ٤٣١). (٢) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٢/ ٥٠٢، ٥٠٣). (٣) انظر: البحر المحيط: أبو حيان (٩/ ٨٤).