الناس يومئذ قريب عهدهم بكفر. ولا بد من الجمع بين أدلة الكتاب والسنة" (١).
الوجه الرابع: أن استدلالهم بالآية يُخالف ما عليه عامة المفسرين من أن المراد: من عاد إلى أكل الربا مُعتقدا استحلاله، فهو الخالد في نار جهنم (٢).
• النتيجة:
من خلال عرض ما تقدم في هذه المسألة، يظهر جليًا أن لا تعلق للمعتزلة على ما ذهبوا إليه من إنفاذ الوعيد للعصاة بتخليدهم في نار جهنم، لما تقدم من أقوال أهل العلم والمفسرين، وما تقدم ذكره من الأدلة التي تدل على أن الفاسق تحت المشيئة، وأن الآية التي استدلوا بها فيمن استحل الربا لا بمجرد الفعل، والله أعلم.
* * *
(١) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٣/ ٩١). (٢) انظر: الوسيط في تفسير القرآن المجيد: الواحدي (١/ ٣٩٥)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (١/ ١٦٢)، وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (١/ ٢٢٥)، وانظر: لباب التأويل: الخازن (١/ ٢١١)، وانظر: اللباب: ابن عادل الحنبلي (٤/ ٤٥٦)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (٢/ ٦٤)، وغيرهم.