وليست خطابًا للمؤمنين فقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى﴾ إلخ تذييل عام للفريقين المصممين على الكفر والمُشْفَعَين بالإنذار ترهيبا وترغيبا ووعيدا ووعدا، وتكرير الضمير لإفادة الحصر أو للتقوية (١).
الوجه الرابع: على التسليم بصحة الحديث، فيُحتمل أن تكون الآية نزلت مرتين، وفي هذا يقول ابن القيم ﵀ بعد إيراده قول من قال بنزول الآية:" وفي هذا القول نظر؛ فإن سورة "يس" مكية، وقصة بني سَلِمة بالمدينة، إلا أن يقال: هذه الآية وحدها مدنية.
وأحسن من هذا أن تكون ذُكِرت عند هذه القصة ودلَّت عليها، وذُكِّروا بها عندها، إما من النبي ﷺ أو من جبريل ﵇، فأطلق على ذلك: النزول، ولعل هذا مراد من قال في نظائر ذلك: نزلت مرتين (٢).
• النتيجة:
بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول، من أن سورة يس كلها مكية، من غير استثناء، لما تقدم إيراده من الوجهيْن الداليْن على ذلك، وما تم إيراده من الجواب على ما استدل به أصحاب القول الثاني، والله أعلم.
(١) انظر: روح المعاني: الآلوسي (٢٢/ ٢٨٢). (٢) شفاء العليل: ابن القيم (١/ ١٣٧).