قال القاسمي بعد إيراده كلام ابن القيم وما استشهد عليه من الآيات التي تؤيد ما ذهب إليه من أن الخطاب في الآية للكفار يكون يوم القيامة: وأنت ترى أن لا قرينة تخصص الآية بالقيامة، وما استشهد به من الآيات لا يؤيده، لأنه ليس من نظائره. فالوجه ما ذكرناه (١).
• أقوال أهل العلم في الزمن الذي يُخاطب الله تعالى الكفار من الإنس والجن بقوله: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾:
القول الأول: أن خطاب الله تعالى للكفار من الجن والإنس في الآية يكون في الآخرة.
القول الثاني: أن خطاب الله تعالى للكفار من الجن والإنس في الآية يكون في الدنيا، يعني: إن أصررتما على الكفر والعصيان، فما أمامكم في الآخرة إلا هذا العذاب الأليم.
أصحاب القول الأول:
الثعلبي:" وفي الخبر: يحاط على الخلق يوم القيامة بالملائكة، وبلسان من نار، ثم ينادون ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ﴾ فذلك قوله تعالى: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ﴾ "(٢).
ابن القيم:"وفي الآية تقرير آخر، وهو أن يكون هذا الخطاب في الآخرة، إذا أحاطت الملائكة بأقطار الأرض، وأحاط سرادق النار بالآفاق، فهرب الخلائق، فلا يجدون مهربا ولا منفذا"(٣).