للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٨٣ - قوله تعالى: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ [سورة الرحمن: ٣٥].

قال القاسمي بعد إيراده كلام ابن القيم وما استشهد عليه من الآيات التي تؤيد ما ذهب إليه من أن الخطاب في الآية للكفار يكون يوم القيامة: وأنت ترى أن لا قرينة تخصص الآية بالقيامة، وما استشهد به من الآيات لا يؤيده، لأنه ليس من نظائره. فالوجه ما ذكرناه (١).

• أقوال أهل العلم في الزمن الذي يُخاطب الله تعالى الكفار من الإنس والجن بقوله: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾:

القول الأول: أن خطاب الله تعالى للكفار من الجن والإنس في الآية يكون في الآخرة.

القول الثاني: أن خطاب الله تعالى للكفار من الجن والإنس في الآية يكون في الدنيا، يعني: إن أصررتما على الكفر والعصيان، فما أمامكم في الآخرة إلا هذا العذاب الأليم.

أصحاب القول الأول:

الثعلبي: " وفي الخبر: يحاط على الخلق يوم القيامة بالملائكة، وبلسان من نار، ثم ينادون ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ﴾ فذلك قوله تعالى: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ﴾ " (٢).

ابن القيم: "وفي الآية تقرير آخر، وهو أن يكون هذا الخطاب في الآخرة، إذا أحاطت الملائكة بأقطار الأرض، وأحاط سرادق النار بالآفاق، فهرب الخلائق، فلا يجدون مهربا ولا منفذا" (٣).


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١٥/ ٥٦٢٦).
(٢) الكشف والبيان: الثعلبي (٢٥/ ٣٣٩)، وانظر: التفسير الوسيط: الواحدي (٤/ ٢٢٣)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٧/ ٤٤٨)، وانظر: لباب التأويل: الخازن (٤/ ٢٢٩).
(٣) طريق الهجرتين: ابن القيم (٢/ ٩٢٢) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>