قال القاسمي: ما قدمناه من أن معنى ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على تقدير (لولا كراهة ذلك) وأن معنى كونهم أمة واحدة اجتماعهم على أمر واحد وهو الكفر، أي أن كراهة الاجتماع على الكفر هي المانعة من تمتيع الكافر بها على الوجه المذكور- هو ما ذكره المفسرون ..... إلى أن قال: وعندي أن لا حاجة لتقدير الكراهة. وأن معنى الآية غير ما ذكروه. وذلك أن المعنى: لولا أن يكونوا خلقوا ليكونوا أمة واحدة، للترافد والتعاون والتضام، وما به قوام حياتهم كالجسم الواحد … إلى أن قال: فليس المعنى على ما ذكروه أبدا كما يظهر واضحا لمن أنعم النظر .. إلخ (١).
• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً﴾ (٢):
القول الأول: أن المراد: لولا كراهية اجتماعهم على الكفر.
القول الثاني: أن المراد: لولا أن يكون الناس أمة واحدة على طلب الدنيا ورفض الآخرة.
أصحاب القول الأول:
ابن عباس ﵁: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ يقول الله سبحانه: «لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت للكفار لبيوتهم سقفا من فضة» وبنحو ذلك روي عن الحسن، وقتادة، والسدي (٣).
(١) محاسن التأويل: القاسمي (١٤/ ٥٢٧١). (٢) لم يقف الباحث بعد التتبع والنظر على أحد من أهل العلم قد وافق القاسمي على تفسيره للآية من أن المراد: لولا أن يكونوا خلقوا ليكونوا أمة واحدة، للترافد والتعاون والتضام. (٣) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٠/ ٥٨٧).