ابن تيمية:"تأول الجهمية ومن اتبعهم من أهل الكلام محبة الله لعبده على أنها الإحسان إليه فتكون من الأفعال وطائفة أخرى من الصفاتية قالوا هي إرادة الإحسان وربما قال كلا من القولين بعض المنتسبين إلى السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم، وسلف الأمة وأئمة السنة على إقرار المحبة على ما هي عليه (١).
العثيمين: "من فوائد الآية - وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة البقرة: ١٩٥]- إثبات المحبة لله ﷿؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾؛ وهي محبة حقيقية على ظاهرها؛ وليس المراد بها الثواب؛ ولا إرادة الثواب خلافاً للأشاعرة، وغيرهم من أهل التحريف" (٢).
أصحاب القول الثاني: وهم المعتزلة:
قال أبو الحسن الأشعري (٣): "سائر المعتزلة: أن الثواب قد يكون في الدنيا وأن ما يفعله الله - سبحانه! - من الولاية والرضى على المؤمنين فهو ثواب" (٤).
قال الشيخ محمد خليل هراس: "المعتزلة يفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي" (٥).
• دراسة المسألة:
من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أنهم يُثبتون ما أثبته الله لنفسه من أسمائه وصفاته، إثباتًا يليق بجلاله من غير تأويل ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
(١) قاعدة في المحبة: ابن تيمية (ص: ٥١). (٢) تفسير القرآن الكريم (سورة البقرة): العثيمين (٢/ ٣٩١). (٣) وهو: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، اليماني، البصري، العلامة، إمام المتكلمين كان عجبا في الذكاء، وقوة الفهم، قال الذهبي: "رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات، وقال فيها: تمر كما جاءت"، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (١٥/ ٨٥ - ٨٦). (٤) مقالات الإسلاميين: الأشعري (١/ ٢١١). (٥) شرح العقيدة الواسطية: محمد خليل هراس (١/ ١٠٢).