للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الحجرات]

١٧٨ - قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾ [سورة الحجرات: ١٤].

قال السيوطي: استدل بالآية من لم ير الإيمان والإسلام مترادفين، بل بينهما عموم وخصوص مطلق، لأن الإسلام الانقياد للعمل ظاهرا، والإيمان تصديق القلب كما قال: ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (١).

قال القاسمي: وهذا الاستدلال في غاية الضعف. لأن ترادفهما شرعا لا يمنع من إطلاقهما بمعناهما اللغوي في بعض المواضع. وإبانة ذلك موكولة إلى القرائن، وهي جلية، كما هنا. وإلا فآية ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [سورة آل عمران: ١٩]، أكبر مناد على اتحادهما (٢).

• أقوال أهل العلم في دلالة قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ على الفرق بين الإسلام والإيمان:

القول الأول: أن الآية دالة على أن هناك فرق بين الإسلام والإيمان: فالإسلام الانقياد للعمل ظاهرا، والإيمان تصديق القلب، فالإسلام أعم من الإيمان.

القول الثاني: أن الآية دالة على أن الإسلام والإيمان مترادفيْن، وأن الإيمان داخل في الإسلام.


(١) الإكليل: السيوطي (ص: ٢٤٢، ٢٤٣).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (١٥/ ٥٤٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>