للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٤٩ - قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا﴾ [سورة الكهف: ٤٤].

قال القاسمي: ﴿هُنَالِكَ﴾ على الأوجه المتقدمة (١)، خبر مقدم و ﴿الْوَلَايَةُ﴾ مبتدأ مؤخر. والوقف على ﴿مُنْتَصِرًا﴾. وجوز بعضهم كون ﴿هُنَالِكَ﴾ معمولا لـ ﴿مُنْتَصِرًا﴾ وإن الوقف عليه. أي على ﴿هُنَالِكَ﴾ وإن ﴿الْوَلَايَةُ لِلَّهِ﴾ جملة من مبتدأ وخبر مستأنفة. أي ﴿وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾ في ذلك الوطن الذي حل به عذاب الله. فلم يكن منقذ له منه.

وأقول: هذا الثاني ركيك جدا، مفكك لرؤوس الآي في السورة. فإنها قطعت كلها بالاسم المنصوب. وشبهة قائله جوازه عربية. وما كل جائز عربية رقيق الحواشي بلاغة. ولذلك لم يعول عليه الزمخشري (٢) ومن تابعه (٣).

• أقوال أهل العلم في الوقف وما يترتب عليه من معنى في قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ﴾:

القول الأول: أن الوقف يكون عند قوله: ﴿مُنْتَصِرًا﴾ ويكون المعنى: وما كان منتصرا في الدنيا ولا في الآخرة.

القول الثاني: يجوز أن يكون الوقف عند ﴿هُنَالِكَ﴾ ويكون المعنى: وما كان منتصرا في ذلك الوطن الذي حل به عذاب الله، يعني في الدنيا.


(١) ستأتي الإشارة إيها ضمن الأوجه.
(٢) انظر: الكشاف: الزمخشري (٢/ ٧٢٤).
(٣) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>