قال القاسمي: قيل: المراد بحري فارس والروم، فإنهما يلتقيان في البحر المحيط، وبينهما برزخ من الأرض، لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما- وهو مروي عن قتادة والحسن- قال الشهاب: لكنه أورد عليه أنه لا يوافق قوله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [سورة الفرقان: ٥٣] الآية. والقرآن يفسر بعضه بعضا (١).
واختار ابن جرير ما روي عن ابن عباس ﵁ وغيره، أنه عني به بحر السماء وبحر الأرض وذلك أن الله قال ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [سورة الرحمن: ٢٢]، واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطر ماء السماء. فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء (٢).
وفيه ما في الذي قبله من عدم موافقته لتلك الآية. والأصل في الآي التشابه (٣).
• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ (٤):
القول الأول: أن المراد: خلط البحرين: البحر المالح والبحر العذب، وبينهما حاجز لا يُرى بالعين.
القول الثاني: أن المراد: بحري فارس والروم، فإنهما يلتقيان في البحر المحيط، وبينهما برزخ من الأرض.
(١) عناية القاضي: الشهاب الخفاجي (٨/ ١٢٣). (٢) انظر: جامع البيان: الطبري (٢٢/ ٢٠٠). (٣) محاسن التأويل: القاسمي (١٥/ ٥٦١٨، ٥٦١٩). (٤) أشار بحو هذا الخلاف الماوردي في النكت والعيون (٥/ ٤٢٩)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/ ٢٠٩).