والحادث الثاني: حادث الخراب الواقع في زمن (تيطس) القائد الروماني (وهو ابن الإنبراطور الروماني (وسبسيانوس) فإنه حاصر (أورشليم) حتى اضطر اليهود إلى أكل الجلود وأن يأكل بعضهم بعضا من الجوع، وقتل منهم ألف ألف رجل، وسبى سبعة وتسعين ألفا، على ما في ذلك من مبالغة، وذلك سنة ٦٩ للمسيح. ثم قفاه الإنبراطور (أدريان) الروماني من سنة ١١٧ إلى سنة ١٣٨ للمسيح فهدم المدينة وجعلها أرضا وخلط ترابها بالملح. فكان ذلك انقراض دولة اليهود ومدينتهم وتفرقهم في الأرض (٢).
• النتيجة:
يتضح من خلال ما تقدم إيراده من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الأقرب للصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن المراد من العمى والصمم: إعراض بني إسرائيل عن كلام أنبيائهم، الذي بسببه سلط الله عليهم بختنصر وهو في معنى قوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾ الآية، والله أعلم.
(١) انظر: تاريخ الطبري (١/ ٥٣٨)، وانظر: الكامل في التاريخ: ابن الأثير (١/ ٢٢٤)، وانظر: التحرير والتنوير: ابن عاشور (٦/ ٢٧٧). (٢) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٦/ ٢٧٧)، بتصرف.