للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البغوي: " ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ أي: خسروا أنفسهم بتكذيبهم المصير إلى الله بالبعث بعد الموت" (١).

الرازي: " ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ المراد منه الذين أنكروا البعث والقيامة" (٢).

أصحاب القول الثاني:

الزمخشري: " ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [سورة الأنعام: ٣٠] بكفركم بلقاء الله ببلوغ الآخرة وما يتصل بها. وقد حقق الكلام فيه في مواضع أخر. و ﴿حَتَّى﴾ غاية لكذبوا لا لخسر، لأن خسرانهم لا غاية له. أي ما زال بهم التكذيب إلى حسرتهم وقت مجيء الساعة" (٣).

أبو السعود: " ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ هم الذين حكيت أحوالهم، لكن وضع الموصول موضع الضمير؛ للإيذان بتسبب خسرانهم بما في حيز الصلة من التكذيب بلقائه تعالى بقيام الساعة، وما يترتب عليه من البعث، وأحكامه المتفرعة عليه، واستمرارهم على ذلك؛ فإن كلمة (حَتَّى) في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ﴾ غاية لتكذيبهم لا لخسرانهم، فإنه أبدي لا حد له" (٤).

ابن عاشور: "اللقاء استعارة تمثيلية: شبهت حالة الخلق عند المصير إلى تنفيذ وعد الله ووعيده بحالة العبيد عند حضور سيدهم بعد غيبة" (٥).

• دراسة المسألة:

كثيرا ما يتعقب القاسمي على من سبقه إذا عدل عن الحقيقة وحمل اللفظ على المجاز، وما ذاك إلا لحرصه وخوفه بأن يقول في كتاب الله على غير مراد الله، وكثيرا ما تُطلق


(١) معالم التنزيل: البغوي (٣/ ١٣٨).
(٢) مفاتيح الغيب: الرازي (١٢/ ٥١٣).
(٣) الكشاف: الزمخشري (٢/ ١٦)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (٣/ ٦٨).
(٤) إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٣/ ١٢٥).
(٥) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٧/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>