للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بحرف جر، فقد تعقبه القاسمي كما تقدم.

والجواب عليه: هو ما تقدم إيراده على القول الأول والثاني، من بيان أن قوله تعالى ﴿مَا فَرَّطْنَا﴾ يتعدى بنفسه، كما دلت على هذا الشواهد الشعرية من اللغة، ودخول النفي على المصدر.

تنبيه:

بعد أن ذكر القاسمي مجمل هذه الأقوال قال مُعقّبًا: " وبه يعلم سقوط ما لأبي البقاء، وسقوط دعوى أن أصله أن يتعدى بـ (في) ودعوى التضمين السابقة، وتكليف كون شيء واقعا موقع المصدر" (١).

وظاهر قوله هو نسف لجميع الأقوال المتقدمة، ولكن الذي يظهر أنه يُريد من السقوط: أن استدلال كل قول من الأقوال لما ذهب إليه، يرد عليه إيراد يُضعفه، فلا يرقى أن يكون أرجح من غيره، والله أعلم.

• النتيجة:

بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، وما استدل به كل فريق، يظهر والله أعلم أن جميع هذه الأقوال، مما يصح حمله على الآية، وإن كانت ترد عليها بعضًا من الإيرادات التي قد تُضعفها بعض الشيء.

وأن الذي استشهد به القاسمي من الشواهد التي تؤيد القول بأن (فرَّط) تتعدى بنفسها له حظ من النظر، والله أعلم.


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>