للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال القاسمي مُعَقِّبًا: " ولا يخفاك أن هذا المعنى لا يذكره السلف تفسيرا للآية على أنه المراد منها، وإنما يذكرونه تهويلا لخطب موت العلماء بسبب أنهم أركان الأرض وصلاحها وكمالها وعمرانها، فموتهم نقص لها وخراب منها" (١).

فكأن القاسمي يتفق مع هذا المعنى، لكنه لا يعده تفسيراً للآية.

ت - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ [سورة الرعد: ٤٣]. ذكر قول من قال بأن الشهادة فعل على سبيل الاستعارة بينما في الحقيقة هي قول، لأنه يغني عن الشهادة بل هو أقوى. ثم قال القاسمي: " ولا يخفى أن الشهادة أعم من القول والفعل" (٢).

فالقاسمي يتفق مع قول القائل بأن الشهادة فعل، ولكنه يعترض عليه بأن تكون محصورة في الفعل في معنى هذه الآية، إنما هي أعم من القول والفعل.

٦ - أن يصف قول المُتَعقب عليه واستنباطه بعبارة: (فيه خفاء)، ومن ذلك:

عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنعام: ٩٠]. عقَّب على قول الخفاجي بأن الآية تدل على أنه يحل أخذ الأجر للتعليم، وقول بعض مفسري الزيدية على عدم جواز ذلك (٣). ووصف القاسمي هذا الفهم أو الاستنباط أن: "فيه خفاء" (٤).

٧ - أن يُبدي استغرابه وعجبه من قول المُتعقب عليه بعبارة: (وعجيب)، ومن ذلك:

عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [سورة نوح: ٢٣]. أورد استشكال الرازي انتقال الأصنام من قوم نوح إلى


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٩/ ٣٦٩١).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٩/ ٣٦٤٩).
(٣) انظر: حاشية الشهاب: الخفاجي (٤/ ٩٢).
(٤) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>