قال القاسمي:"وقد ساق الرازي ما ارتآه أبو مسلم في تفسير هذه الآية. ولم نشأ نقله لبعده عن الصواب. وهكذا ما ذكره الإمام ابن حزم في كتابه «الفصل» في بحث «عصمة الملائكة»(١) ففيه تكلف وتمحل (٢) غريب، كما يعلم بمراجعتهما"(٣).
• أقوال أهل العلم في (هاروت وماروت) إن كانا من الملائكة أم من الجن:
القول الأول: أنهما مَلكين من الملائكة.
القول الثاني: أنهما من الجن.
أصحاب القول الأول:
الطبري:" فمعنى الآية على تأويل هذا القول الذي ذكرنا عمن ذكرناه عنه: واتبعت اليهود الذي تلت الشياطين في ملك سليمان الذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. وهما ملكان من ملائكة الله"(٤).
الثعلبي (٥): " «هاروت وماروت»: اسمان سريانيان، وهما في محل الخفضِ على تفسير
(١) سيأتي إيراده. (٢) التمحل: من الحيلة، تقول: وتمَحَّلَ أَي احْتال، فهو مُتَمَحِّل. يقال: تَمَحَّل لي خيرا أَي اطلُبْه. والمِحَالُ مُمَاحَلَة الإِنسان، وهي مُناكرتُه إياه، يُنكر الذي قاله. ينظر: لسان العرب: ابن منظور (١١/ ٦١٩). (٣) محاسن التأويل: القاسمي: (١/ ٢١٣). (٤) جامع البيان: الطبري (٢/ ٣٣٣). (٥) وهو: أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي، صاحب التفسير، كان أوحد زمانه في علم القرآن وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء ﵈، مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة. ينظر: طبقات الشافعية: السبكي (٤/ ٥٨)