قال القاسمي: كما أخبر تعالى بأنه لا يرى في الدنيا فقد وعد الوعد الصادق ﷿ برؤيته في الدار الآخرة في آيات عديدة، كما تواترت الأحاديث الصحيحة بذلك، وهي قطعية الدلالة. لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة وزعموا أن العقل قد حكم بها (١).
• أقوال أهل العلم في دلالة الآية على نفي رؤية الله تعالى يوم القيامة:
القول الأول: أن الآية ليس فيها دلالة على نفي رؤية المؤمنين لربهم تبارك تعالى يوم القيامة.
القول الثاني: أن الآية فيها دلالة على نفي رؤية المؤمنين لربهم تبارك تعالى يوم القيامة.
أصحاب القول الأول، وهم: أهل السنة والجماعة، ومن وافقهم:
السمرقندي: فاحتج بعض من ينفي الرؤية في الآخرة بهذه الآية؛ حيث أخذتهم الصاعقة لما سألوا الرؤية. قالوا: فلو كان يجوز أن يرى لكان لا تأخذهم الصاعقة، ولا استوجبوا بذلك العذاب والعقوبة.
وأما عندنا، فإنه ليس في الآية دليل نفي الرؤية، بل فيها إثباتها (٢).
ابن عطية: "وامتحنهم الله -يعني اليهود- بذلك فقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ ولم يطلبوا من الرؤية محالا، أما إنه عند أهل السنة ممتنع في الدنيا من طريق