عن الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، … ثم قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر، خيره وشره" الحديث (١).
قال الشوكاني: "وقد أوضح رسول الله ﷺ الفرق بين الإسلام والإيمان في الحديث في الصحيحين وغيرهما، الثابت من طرق، أنه سئل عن الإسلام فقال:(أن تشهد أن لا إله إلا الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان)، وسئل عن الإيمان فقال:(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والقدر خيره وشره). فالمرجع في الفرق بينهما هو هذا الذي قاله الصادق المصدوق، ولا التفات إلى غيره مما قاله أهل العلم في رسم كل واحد منهما برسوم مضطربة مختلفة متناقضة، وأما ما في الكتاب العزيز من اختلاف مواضع استعمال الإسلام والإيمان فذلك باعتبار المعاني اللغوية والاستعمالات العربية، والواجب تقديم الحقيقة الشرعية على اللغوية، والحقيقة الشرعية هي هذه التي أخبرنا بها رسول الله ﷺ وإجابة سؤال السائل له" (٢).
وغير ذلك من دلائل السنة التي أوردها ابن كثير ﵀ في تفسيره، وقبله جماعة من أهل العلم (٣).
• النتيجة:
بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول، من أن قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ الآية. دال على أن هناك فرق بين الإسلام والإيمان، فالإسلام أعم من الإيمان، بخلاف ما ذهب إليه القاسمي ﵀، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.
(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، برقم: (٨). (٢) فتح القدير: الشوكاني (٥/ ١٠٦، ١٠٧). (٣) انظر: الإبانة الكبرى: ابن بطة (٢/ ٨٦٨)، وانظر: الاقتصاد في الاعتقاد: المقدسي (ص: ١٧٨، ١٧٩)، وانظر: الإيمان: ابن تيمية (ص: ١٤)، وانظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٦/ ٧٢٧).