للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بسبب وهم، والنساء في باب الغيرة تحصل لهن أوهاما منوعة، ولهذا تقدمت سودة للنبي بقبول ليلتها لعائشة. فقبل منها، والله أعلم.

فائدة:

قال ابن جرير الطبري : "إذا علمت المرأة من زوجها استعلاء بنفسه عنها إلى غيرها أَثَرَة عليها، وارتفاعًا بها عنها، إما لبغضة وإما لكراهة منه بعض أشياء بها، إما دمامتها، وإما سنها وكبرها أو غير ذلك من أمورها فلا جناح على المرأة الخائفة نشوز بعلها أو إعراضه عنها، أن يصلحا بينهما صلحاً وهو أن تترك له يومها، أو تضع عنه بعض الواجب لها من حق عليه، تستعطفه بذلك، وتستديم المقام في حباله والتمسك بالعقد الذي بينها وبينه من النكاح، والصلح بترك بعض الحق استدامة للحرمة، وتماسكاً بعقد النكاح خير من طلب الفرقة والطلاق" (١).

• النتيجة:

بعد عرض ما تقدم من أقوال المفسرين في هذه المسألة، يتبين أن الراجح هو ما عليه أصحاب القول الثاني من أن سودة توهمت أن النبي يُريد طلاقها فوهبت يومها لعائشة، وأن الرواية الواردة في عزم النبي على طلاق سودة ضعيفة رواية ودراية، لما تقدم بيانه، والله أعلم.


(١) جامع البيان: الطبري (٧/ ٥٤٨، ٥٤٩)، بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>