للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بطلاقها فلما أتاها جلست على طريقه إلى بيت عائشة فلما رأته قالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني؟ ألموجدة وجدتها في؟ قال: «لا» قالت: فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حِبّة رسول الله (١).

ولا شك أن هذا المروي مردود من جهة الرواية، ومن جهة الدراية:

أما من جهة الرواية: فإن القاسم بن أبي بزة من صغار التابعين (٢) وهو يروي عن النبي ، فالسند يُعد من المُرسل لسقوط الصحابي.

قال الحافظ ابن كثير عن هذا المروي: غريب مرسل (٣).

وأما من جهة الدراية: فإن هذا المروي ظاهره أن فيه قدح لخُلق النبي ، إذ كيف لنبي وصفه الله تعالى في كتابه بأنه على خلق عظيم، أن يبعث بطلاق امرأة عاشت معه بقية عُمُرها، ينسى فضلها وإحسانها، بسبب كبر سنها ودمامتها، وكأنه نكحها لجمالها فحسب لا لدينها.

فمثل هذا المروي مردود ولا يليق أن يُنسب إلى النبي .

وعليه: فإن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني، وذلك من وجهين:

الأول: ما ورد في سبب نزول الآية وصحة إسناده كما تقدم من قول ابن عباس، من أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله ، ولم يرد عنه أنه بعث في طلاقها.

الثاني: أن الله تعالى قال في الآية: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ﴾ ومثل هذا الخوف قد يكون


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٥٤).
(٢) هكذا قال الحافظ ابن حجر. انظر: فتح الباري: ابن حجر (١/ ٢١٠).
(٣) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>