قال في الانتصاف: الذي يفهم من الآية أنهم يكونون على شيء من الدين، وهو- ولا شك- خير من لا شيء. ولا يفهم أنهم يكونون على الحق كله وعلى الدين الكامل الذي لا غاية أعظم منه، فإن ذلك لا يكون إلا بالإسلام (١).
قال القاسمي: ولا يخفى أنهم إذا أقاموا التوراة والإنجيل، آمنوا بمحمد ﷺ. لما تتقاضى إقامتهما الإيمان به. إذ كثر ما جاء فيهما من البشارات به والتنويه باسمه ودينه. فإقامتهما على وجوههما تستدعي الإسلام البتة، بل هي هو، والله الموفق (٢).
• أقوال أهل العلم في استلزام إقامة أهل الكتاب التوراة والانجيل الإيمان برسالة محمد ﷺ-:
القول الأول: أن إقامة التوراة والإنجيل يلزم منها الإيمان بمحمد ﷺ، وأن من لم يؤمن بمحمد لا يكون على شيء من الدين.
القول الثاني: أن إقامة التوراة والإنجيل لا يلزم منها الإيمان بمحمد ﷺ، وأن من أقامهما يكون على شيء من الدين.
أصحاب القول الأول:
ابن عباس:" ﴿لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ﴾ من الدين، حتى تُعلموا بما في الكتابين من الإيمان بمحمد ﷺ وبيان صفته ونعته، وهو قوله: ﴿حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ "(٣).