للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٢٨ - قوله تعالى: ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)[سورة آل عمران: ١٢٨].

قال القاسمي: جعل ﴿أَوْ يَتُوبَ﴾ منصوبا بالعطف على ﴿يَكْبِتَهُمْ﴾ - بعيد جدا. وإن قدمه بعض المفسرين على الوجه المتقدم. وذلك لأن قوله تعالى ﴿لَيْسَ لَكَ﴾ كلام مستأنف على ما صرحت به الروايات في سبب النزول. وهي المرجع في التأويل- والله أعلم- (١).

• أقوال أهل العلم على رجوع العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾:

القول الأول: أن العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ يرجع على (الأمر) أو على (شيء)، في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ أي: ليس لك من أمرهم شيء، أو من التوبة عليهم، أو من تعذيبهم، أو ليس لك من أمرهم شيء أو التوبة عليهم أو تعذيبهم.

القول الثاني: أن العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ راجع إلى الكبت أيضًا في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ أي: ليقطعَ أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم.

أصحاب القول الأول:

ما أورده بعض المفسرين من أن: العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ يرجع على (الأمر) أو على (شيء) (٢).

محيي الدين درويش (٣): " ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (أو) حرف عطف و ﴿يَتُوبَ﴾ فعل


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٤/ ٩٧٠).
(٢) انظر: مشكل إعراب القرآن: مكي (١/ ١٧٤)، وانظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٤١٣)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ٣٧)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (٦/ ١٣٢)، وانظر: الباب: ابن عادل الحنبلي (٥/ ٥٣١)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (٢/ ٢٥٥).
(٣) وهو: محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش، تلقى علومه في مدارس حمص ثم عمِل مدرّسا فيها، له عدة مؤلفات منها: إعراب القرآن وبيانه، وتحقيق «ديوان ديك الجن» وغيرها، مات سنة ١٤٠٣ هـ. ينظر: مقدمة كتاب: إعراب القرآن وبيانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>