قال القاسمي: جعل ﴿أَوْ يَتُوبَ﴾ منصوبا بالعطف على ﴿يَكْبِتَهُمْ﴾ - بعيد جدا. وإن قدمه بعض المفسرين على الوجه المتقدم. وذلك لأن قوله تعالى ﴿لَيْسَ لَكَ﴾ كلام مستأنف على ما صرحت به الروايات في سبب النزول. وهي المرجع في التأويل- والله أعلم- (١).
• أقوال أهل العلم على رجوع العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾:
القول الأول: أن العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ يرجع على (الأمر) أو على (شيء)، في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ أي: ليس لك من أمرهم شيء، أو من التوبة عليهم، أو من تعذيبهم، أو ليس لك من أمرهم شيء أو التوبة عليهم أو تعذيبهم.
القول الثاني: أن العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ راجع إلى الكبت أيضًا في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ أي: ليقطعَ أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم.
أصحاب القول الأول:
ما أورده بعض المفسرين من أن: العطف في قوله تعالى: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ يرجع على (الأمر) أو على (شيء)(٢).
محيي الدين درويش (٣): " ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (أو) حرف عطف و ﴿يَتُوبَ﴾ فعل
(١) محاسن التأويل: القاسمي (٤/ ٩٧٠). (٢) انظر: مشكل إعراب القرآن: مكي (١/ ١٧٤)، وانظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٤١٣)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ٣٧)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (٦/ ١٣٢)، وانظر: الباب: ابن عادل الحنبلي (٥/ ٥٣١)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (٢/ ٢٥٥). (٣) وهو: محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش، تلقى علومه في مدارس حمص ثم عمِل مدرّسا فيها، له عدة مؤلفات منها: إعراب القرآن وبيانه، وتحقيق «ديوان ديك الجن» وغيرها، مات سنة ١٤٠٣ هـ. ينظر: مقدمة كتاب: إعراب القرآن وبيانه.