للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْجَنَّةِ﴾ أي الأفعال المؤدية إليها" (١).

السعدي: " ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ﴾ أي: يدعو عباده لتحصيل الجنة والمغفرة، التي من آثارها، دفع العقوبات وذلك بالدعوة إلى أسبابها من الأعمال الصالحة، والتوبة النصوح، والعلم النافع، والعمل الصالح" (٢).

• دراسة المسألة:

القاسمي عقَّب على أصحاب القول الأول بأن تأويلهم يلزم منه: فوات رعاية تناسب الضمائر، فإن الضمير في المعطوف على الخبر في قوله تعالى: ﴿وَيُبَيِّنُ﴾ لله تعالى، فيلزم التفكيك، لأنه لا يُقال: وأولياء الله يُبينون آياته.

ويُبين ابن عاشور سبب هذا التأويل فيقول: " أن من المفسرين من حمل الإذن - في قوله: ﴿بِإِذْنِهِ﴾ - على التيسير والقضاء، والباء على أنها ظرف لغو فرأى هذا القيد غير جزيل الفائدة فتأول قوله: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو﴾ بمعنى وأولياء الله يدعون وهم المؤمنون" (٣).

فسبب تأويل قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو﴾ بمعنى: وأولياء الله يدعون، هو الإشكال في التقييد بقوله تعالى: ﴿بِإِذْنِهِ﴾ فإنه لا يستقيم من غير تقدير أو أنه غير جزيل الفائدة كما تقدم، فاحتاج إلى هذا التأويل.

ولعل الراجح في تفسير الآية هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني وذلك لوجهين:

الأول: أن نسبة الدعاء إلى الله تعالى في قوله: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو﴾ آكد وأبلغ من طلب المعادلة بين المشركين والمؤمنين فيقال: وأولياء الله مقابل أعداء الله.


(١) نظم الدرر: البقاعي (٣/ ٢٧٣).
(٢) تيسير الكريم الرحمن: السعدي (ص: ٩٩).
(٣) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٢/ ٣٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>