الماتريدي:"قوله: ﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾ هذا يخرج على وجهين: أحدهما: يصير بصيرًا على ما ذكرنا. والثاني: يأتيني بصيرًا"(١).
الطيبي:" فإن قلت: أي الدليلين أظهر؛ قوله: ﴿فَارْتَدَّ بَصِيرًا﴾ أم ﴿وَأْتُونِي﴾؟ قلت: الثاني، لأنه أبلغ وأوجز وأقطع لحصول ما ترتب عليه إلقاء القميص"(٢).
أبو حيان:"ومعنى: ﴿يَأْتِ﴾، يأتيني، وانتصب بصيرا على الحال"(٣).
قال جمع من المفسرين: أراد يأتني بصيرًا، وكان قد دعاه: ﴿وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (٤).
• دراسة المسألة:
المتأمل في كلام أهل العلم في هذه المسألة، وفي أقوال المفسرين في تفسير الآية، يجد أن كلا القولين له وجه من الصحة، وله قرينة تؤيده، إلا أن القول بأن المراد من قوله تعالى: ﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾ أي: يصير بصيرا، لعله يكون هو الأبلغ، والأقرب للصواب، وهو ما عليه أصحاب القول الأول، وذلك من أوجه:
الأول: مما يدل على أن المراد من الإتيان في قوله تعالى: ﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾ الصيرورة، بأنه يصير بصيرا، أن الله تعالى وصف رد البصر إلى يعقوب ﵇ بأنه يأتي، ولم يصفه بالمجيء، وذلك أن حمل اللفظ على معنى الإتيان في هذا المقام أنسب من حمله على
(١) تأويلات أهل السنة: الماتريدي (٦/ ٢٨٥)، وانظر: الكتاب الفريد: المنتجب الهمذاني (٣/ ٦٣٢). (٢) فتوح الغيب: الطيبي (٨/ ٤٣١). (٣) البحر المحيط: أبو حيان (١٢/ ٥٥٨). (٤) انظر: البسيط: الواحدي (١٢/ ٢٤١، ٢٤٢)، وانظر: الكشف والبيان: الثعلبي (١٥/ ١٤٧)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٤/ ٢٧٤)، وانظر: التيسير في التفسير: أبو حفص النسفي (٨/ ٤٨٦)، وانظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٨/ ٥٠٧)، وانظر: إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٤/ ٣٠٥)، وانظر: فتح القدير: الشوكاني (٣/ ٦٣).